القياس المحاسبي وكفاءة الوظيفه المحاسبية
تتحدد الوظائف المحاسبيه في وظيفتين رئيسيتين هما :
>>القياس >>والتوصيل ،
ويختص موضوع الإختيار بين الطرق والقواعد
المحاسبيه البديله وعلاقتة بكفاءة الوظيفه المحاسبيه بالوظيفه الأولي دون الثانيه
"القياس" إلا أن هذا لا يعني أنهما وظيفتان منفصلتان ولكنهما وظيفتان
متكاملتان ومترابطتان ، ففاعلية التوصيل المحاسبي إنما تتوقف علي كفاءة القياس
المحاسبي ، كما أن لتطور الوظيفة الإعلاميه للمحاسبه أثره وإنعكاسه علي وظيفة
القياس.
وفي مجال القياس المحاسبي فإنه
يرتكز علي مجموعه من الطرق والقواعد المحاسبيه والتي يتم الإختيار من بينها في
إطار من الإلتزام بمجموعه من المعايير التي تحكم أداء وظيفة القياس ، وبناء عليه
تتحدد قيمة البنود المختلفه التي تحويها القوائم الماليه.
ولا شك أن تحقيق القوائم الماليه
لأهدافها إنما يتوقف علي إتمام أهم خطوات القياس المحاسبي بكفاءه وهي الإختيار من
بين الطرق والقواعد المحاسبيه البديله.
1- مفهوم القياس المحاسبي :
عرفت لجنة القياس المحاسبي التابعه لجمعية
المحاسبه الأمريكيه القياس المحاسبي علي أنه "تعيين أرقام للظواهر الإقتصاديه
الماضيه والحاضره والمستقبليه والتي تتعلق بوحدة محاسبيه علي أساس من المشاهده
وطبقا لقواعد معينه".
ومن هنا يمكن إستخلاص
أهم مقومات القياس المحاسبي وذلك كما يلي:
1) الخاصيه محل القياس:
وتتمثل في الأحداث الإقتصاديه
المراد قياسها كمشتريات المنشأه ومبيعاتها علي سبيل المثال ، كما قد يتجه القياس
المحاسبي إلي مجالات أخري مثل قياس الطاقه الإنتاجيه ومعدل دوران الاصول.
2) وحدة القياس:
تتوقف الوحده المستخدمه في
القياس علي الخاصيه محل القياس ، فإذا كانت الخاصيه محل القياس هي مشتريات المنشأه
أو مبيعاتها علي سبيل المثال ، في هذه الحاله تكون النقود هي وحدة القياس المحاسبي
، أما إذا كانت الخاصيه محل القياس لا يمكن التعبير عنها في صوره نقديه كما هو
الحال في حالة قياس الطاقه العاطله مثلا ، في هذه الحاله تكون ساعات تعطل الالات
هي وحدة القياس.
3) نطاق القياس:
يطبق القياس المحاسبي علي
الأحداث الإقتصاديه الماضيه والحاضر مع بذل الجهد لقياس الأحداث المستقبليه.
4) إجراءات القياس:
وتشمل تجميع البيانات وتسجيلها
وتبويبها والربط بينها طبقا لمجموعة المباديء والطرق التي تحكم عملية القياس
المحاسبي وأساليب تنفيذه.
5) الشخص القائم بالقياس:
يعتبر الشخص القائم بعملية
القياس عنصرا هاما في عملية القياس ، لأن نتائج عملية القياس تختلف بإختلاف
القائمين علي تنفيذها ، والشخص القائم بعملية القياس"المحاسب" يلعب دورا
أساسيا ليس في تحديد مسار وأساليب عملية القياس فقط..بل في تحديد نتائجها أيضا مما
قد يؤدي إلي ما يعرف بتحيز القياس.
2- علاقة القياس المحاسبي بكفاءة الوظيفه المحاسبيه
تعتبر وظيفتا القياس والتوصيل
وظيفتين متكاملتين ومترابطتين بينهما علاقه تأثيريه متبادله ، فالتوصيل المحاسبي
حتي لو توافرت لة عناصره ومعاييره فإنه لن يحقق الهدف منه ولن تتحقق له الفعاليه
إلا إذا تحققت كفاءة القياس المحاسبي ، كما أن التوصيل المحاسبي لازم للإفاده عن
نتائج القياس حيث أن هذه النتائج غير كافيه في حد ذاتها لتحقيق أهداف الوظيفه
المحاسبيه.
3- علاقة القياس المحاسبي بكفاءة الوظيفه الإعلاميه للمحاسبه:
تعد القياسات المحاسبيه
"مخرجات نظام القياس المحاسبي" بمثابة المدخلات لنظام الإتصال المحاسبي
، ومن المنطقي أن أي خلل يصيب المدخلات يؤثر علي كفاءة النظام ككل ، وبالتالي فإن
أي قصور يلحق بنتائج القياس المحاسبي يؤثر بلا شك علي فاعلية التوصيل المحاسبي ،
وفعالية القياس المحاسبي تتوقف بدورها علي أحد خطوات القياس الأساسيه وهي الإختيار
من بين الطرق والقواعد التي تحكم عملية القياس ، وتعتبر الحسابات والقوائم الماليه
من الأدوات المحاسبيه التي تستخدم في الإعلام المحاسبي سواء كان هذا الإعلام يهم
إدارة المنشأه أو يهم المساهمين أو غيرهم من الأطراف المعنيه.
ويمكن تلخيص العلاقه بين كفاءة القياس المحاسبي وكفاءة الوظيفه الإعلاميه للمحاسبه في "أن عدم إختيار البدائل المحاسبيه المناسبه يؤثر علي سلامة وكفاءة القياس المحاسبي ومن ثم علي جودة المعلومات المحاسبيه وبالتالي يؤثر علي درجة كفاءة إستخدام التقارير المحاسبيه من جانب المستخدمين المختلفين.
4) إنعكاس الوظيفه الإعلاميه للمحاسبه علي القياس المحاسبي:
كان لتطور الوظيفه الإعلاميه
للمحاسبه بصفه عامه أثره وإنعكاسه علي القياس المحاسبي ونتائجه مما يتطلب ضرورة
توفير القياسات المناسبه للوفاء بمتطلبات هذه الوظيفه الإعلاميه من خلال المحتوي
الإعلامي للقوائم الماليه ، ويتلخص إنعكاس الوظيفه الإعلاميه للمحاسبه علي القياس
المحاسبي فيما يلي:
1- البعد الزمني للقياس:
حيث أصبح يشمل المستقبل بالإضافه
إلي الماضي والحاضر.
2- مدخلات القياس:
فلم تعد مقتصره علي البيانات ذات
الطبيعه الماليه بل إشتملت علي العديد من البيانات ذات الطبيعه الكميه الإحصائيه
"غير الماليه" والتي تساعد في صنع القرار.
3- قواعد القياس:
أصبح التعامل مع القواعد والمباديء
المحاسبيه المتعارف عليها يتم في ظل إعتبارين أساسيين هما المرونه والنسبيه.
4- نتائج القياس:
حيث يتم التضحيه بإعتبار الدقه
مقابل إعتبار التوقيت الملائم للمعلومات ، وأصبح التركيز علي دقة القياسات
المحاسبيه بمفهومها الرياضي أو الإحصائي وليس بالمفهوم المحاسبي ، أي الدقه
المحكومه بمقياس للخطأ في مدي معين ومحدد مسبقا ، والمدي يطلق عليه مدي التقدير
ويعبر عنه إحصائيا بفترة التنبؤ.
تعليقات
إرسال تعليق